كتبه :كتبه طاهر حسن
القيادة هي باختصار: القدرة على تحريك الناس نحو الهدف، فهي مكونة من ثلاثة عناصر
وجود هدف يحرك الناس إليه.
وجود مجموعة من الأفراد يحركهم هذا القائد .
وجود قائد لديه قدرات خاصة ويجعل ذلك في قوالب عملية تؤثر في الناس.
ورغم عدم وجود تعريف متفق عليه بين العلماء للقيادة إلا أن التعريف الذي ذكرناه يعتبر كافيا، ووافيا لكن المأساة تكمن عندما لايوجد هدف أصلا لدى الأمة!!فكيف لها أن تسير نحو هدفها وكيف لأحد أن يقودها نحو المجهول؟
الفرق بين القيادة والإدارة
الكثير من الناس يخلط بين الإدارة والقيادة ورغم أهمية كل منهما وتشابههما لحد كبير إلا أن هناك فرقا جوهريا بينهما فالقيادة تركز على العلاقات الإنسانية وتهتم بالمستقبل فهي تهتم بالرؤية والتوجهات والاستراتيجية وتمارس أسلوب القدوة والتدريب وقضاء الأوقات الطويلة مع الأتباع والاهتمام بهم كبشر ، وباختصار (القيادة = المستقبل والعلاقات) .
بينما تركز الإدارة على الإنجاز والأداء في الوقت الحاضر فهي تهتم بالمعايير وحل المشكلات والاهتمام باللوائح والنظم وباختصار (الإدارة = الإنجاز الآن)
فأنت ترى أن كلاهما مهم ويكمل الآخر لكن لاشك أن القيادة أكثر حساسية وأندر وجودا.
وإذا أردت معرفة المزيد من الفروق بينهما فيمكنك الرجوع إلى كتابنا ( القيادة في القرن الواحد والعشرين ) أو (صناعة القائد) فإن فيه تفصيلا وجداول تبين ذلك كله.
مظاهر وأسباب غياب القادة
نحن لا نتهم المؤسسات الرسمية والحكومية ونحملها المسؤولية وحدها عن غياب روح القيادة لدى الشباب والناس عامة ولاندّعي أنها وحدها تستطيع أن تخلق قادة عبر مؤسساتها ومدارسها إن أحسنت استغلالها، بل المجتمع بكل مكوناته ينبغي أن يشارك في هذه الصناعة ( صناعة القائد ) بدءا من الأهل ومرورا بالمدرسين والعلماء ثم بعد ذلك يأتي دور الدولة لترعى هذه المواهب وتصقلها وتعطيها الفرصة للتجربة والتدريب.
ومن الأسباب التي ساعدت في غياب روح القيادة:
1- رواسب تربوية وطرق خاطئة في تنشئة الأولاد حيث قمع الأطفال ولجم التساؤل والاستكشاف وروح المغامرة والمبادرة لديهم مما أدى إلى إحداث حاجز نفسي قاتل بأنهم ينبغي أن يتلقوا الأوامر ولا يفعلوا شيئا من أنفسهم.
2- الإهمال والتسيب الإداري بالإضافة إلى الروتين القاتل والذي أدى إلى كبت الروح القيادية لدى الأفراد
3- غياب دور العلماء الباذلين والموجهين وكذلك دور المدرسين الحقيقي في تربية النفوس وتوجيهها وتهيئتها للمستقبل.
4- عدم إتاحة الفرصة للشباب والمراهقين في أن يتولوا شؤونهم بأنفسهم ويباشروا بعض الأعمال الخاصة وهو مايقوّي روح القيادة والمنافسة لديهم.
5- عدم وجود مراكز كافية لتنمية المواهب والروح القيادية بشكل كاف، ومع أننا بدأنا نلاحظ جهودا جديدة في هذا المجال إلا أنها مازالت في بداياتها وتحتاج التطوير والانتشار ولعلها بادرة خير وصفحة جديدة مشرقة، وقد كانت لنا مساهمة في هذا المجال ورؤية واضحة منذ سنوات فأنشأنا مركز الرواد لتدريب وتأهيل الشباب للقيادة بالاشتراك مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت وهي كانت من أولى التجارب في إحداث مراكز عربية لتأهيل القادة).
6- التخوف من إعطاء الشباب أي فرصة في اتخاذ القرار سواء على المستوى العائلي أو الاجتماعي أو السياسي خوفا من فشلهم،، علما أن الدراسات تظهر أن الشاب الذي يعطى فرصة في صغره للتجربة حتى وإن أخطأ يكون أقدر على القيادة واتخاذ القرار ممن لم يعط فرصة في صغره.
7- انتشار ثقافة السلبية في شتى نواحي الحياة فالموظف جل همه أن يتقاضى راتبه آخر الشهر ثم لا يأتيه إنذار أو خصم أوتنبيه، والمواطن كل مايريده أن يأخذ حقوقه كاملة من الدولة ومن الشعب ثم يماطل في الواجبات التي عليه أو أن يؤديها ثم يركن لبيته وأهله،، وهكذا الكل لايريد أن يحمل نفسه أي عبء أو التزام.
8- غياب أو ضعف التشجيع المادي والمعنوي لمبادرات الشباب وإبداعاتهم .
مستشار ثائر محمود العرود